فصل: (سورة الزخرف: الآيات 26- 32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} {ظل} فعل ماض ناقص و{وجهه} اسمها و{مسودّا} خبرها والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم والواو حالية و{هو} مبتدأ و{كظيم} خبر والجملة حالية.
{أَوَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ} الهمزة للاستفهام الإنكاري والواو حرف عطف عطفت الجملة على جملة مقدرة أي يجترئون ويبلغون أبعد الآماد في سوء الأدب ويجعلون للّه من ينشّؤ في الحلية، فمن موصول مفعول به لفعل محذوف وقيل هي مبتدأ خبره محذوف تقديره جزءا وولدا، وجملة {ينشّؤ} صلة و{ينشّؤ} مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر يعود على من، و{في الحلية} متعلقان بينشّؤ، و{في الخصام} متعلقان بمبين، و{غير مبين} خبر هو والجملة حالية وعبارة أبي البقاء: فإن قلت المضاف إليه لا يعمل فيما قبله قيل إلا في غير لأن فيها معنى النفي فكأنه قال: وهو لا يبين في الخصام ومثله مسألة الكتاب: أنا زيدا غير ضارب وقيل ينتصب بفعل يفسره ضارب وكذا في الآية. وقيل هو من باب (على لا حب لا يهتدي بناره) أي لا منار له فيهتدي به أي لا يكون منها خصام وليس ببعيد.
{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثًا} الواو عاطفة و{جعلوا} فعل وفاعل والملائكة مفعول {جعلوا} الأول و{الذين} نعت و{هم} مبتدأ و{عباد الرحمن} خبره والجملة صلة {الذين} و{إناثا} مفعول {جعلوا} الثاني.
{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ} السين حرف استقبال وسيأتي سره في باب البلاغة وتكتب فعل مضارع مبني للمجهول و{شهادتهم} نائب فاعل {ويسألون} عطف على {ستكتب}.

.البلاغة:

معنى الاستقبال: إنما ضجّ إلى الاستقبال فأتى بالسين الدّالة عليه ليتضمن الكلام معنى انفساح الوقت للتوبة وبناء الرجاء على الاستعطاف لقبولها قبل كتابة ما قالوا جريا على ما كانوا يعتقدون من تفضيل الذكور على الإناث ونسبة شرّ الجزأين وهو الإناث إلى اللّه، وفي هذا منتهى التسفيه لآرائهم لأنهم تجنّوا على نصفنا الثاني فنسبوا إليه الشرّ ونقصان العقل ثم تجنّوا على خالقهم بنسبتهم هذا الجزء الذي هو شر إليه، وعن بعض العرب أن امرأته وضعت أنثى فهجر البيت الذي فيه المرأة فقالت:
ما لأبي حمزة لا يأتينا ** يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نلد البنينا ** ليس لنا من أمرنا ماشينا

وإنما نأخذ ما أعطينا ** حكمة ربي ذي الجلال فينا

.[سورة الزخرف: الآيات 20- 25]:

{وَقالوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْناهُمْ كِتابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قالوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قال مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}.

.اللغة:

{يَخْرُصُونَ} في المصباح: وخرص الكافر خرصا من باب قتل كذب فهو خارص. وفي القاموس والتاج الخراص: الكذاب. وللخاء والراء فاء وعينا للكلمة سر عجيب أنهما تدلّان على المهانة والاستقذار وإحداث الأثر السيّء: فخرئ خرءا وخراءة وخروءا تغوط وسلح يقال:خرئت بينهم الضبع أي دخلت بينهم العداوة والمخراة والمخرأة: المكان الذي يخرأ فيه والجمع مخارئ، وخرب البيت ضد عمر وخرب الرجل: صار مشقوق الأذن أو مثقوبها فهو أخرب وهي خرباء، وخربش الكتاب أو العمل: أفسد، وهي من العامي الفصيح، وخربص أيضا بمعنى أخذ المال وذهب به عامية فصيحة أيضا، وخرت الأذن: ثقبها وخرّت الأرض عرفها ولم تخف عليه طرقها لأنه ذهب في أرجائها وخرب في أكنافها، والخرثاء من صفات المرأة المستقبحة فهي الضخمة الخاصرتين المسترخية اللحم، والخرتي بضم الخاء أردأ المتاع وسقطه وخرتي الكلام ما لا خير فيه، وخرج برز وهو معروف والخراج الولّاج بالتشديد كثير الخروج والولوج والخراج مثلثة الخاء الأتاوة وأصله ما يخرج من غلة الأرض والمال والخراج بضم الخاء كل ما يخرج بالبدن كالدمل والخارجي: من خلف السلطان والجماعة ومنه سمّيت الخوارج وهم سبع فرق من كبار الفرق الإسلامية، وخرخر النائم: غطّ، والخريدة اللؤلؤة التي لم تثقب، والخرور معروف وفيه مهانة لصاحبه، والخرازة مهنة ممتهنة وأخرسه اللّه معروف وأطعموا النفساء خرستها وهو طعامها خاصة وقد خرّست فتخرّست قال:
فللّه عينا من رأى مثل مقبسي ** إذا النفساء أصبحت لم تخرّس

ورماه اللّه بخرساء وهي الداهية قال الأخطل:
وكم أنقذتني من جرور حبالكم ** وخرساء لو يرمى بها الفيل تلبّدا

وأصلها الأفعى، قال عنترة:
عليهم كل محكمة دلاص ** كأن قتيرها أعيان خرس

ورأيت عليه قميصا مثل خرشاء الحية رقة وصفاء وهو سلحها وهو يلقي من صدره خراشيّ منكرة وهي النخامة والبلغم، وخرط الورق قشره عن الشجرة اجتذابا له ووسمه على الخرطوم أذله وهم خراطيم القوم وشرب الخرطوم: السلامة لأنها أول ما ينعصر، قال الأخطل:
جادت بها من ذوات القار مترعة ** كلفاء ينحتّ عن خرطومها المدر

وفي العود خرع أي لين ورخاوة ومنه قيل للفاجرة الخريع قال:
يزيد جمال الدّل منها رزانة ** وحلم إذا خفّ النساء الخرائع

وهو رخو كالخروع، وخرف الثمار اجتناها وأخرفي لنا يا جارية، وخرق الثوب وخرّقه: وسّع شقّه وانخرق وتخرّق واتسع الخرق على الراقع وشاة خرقاء مثقوبة الأذن وقد خرق في عمله وفيه خرق وهو أخرق وهي خرقاء، وخرم الشيء خرقه واخترمهم الدهر وتخرمهم، قال أبو ذؤيب الهذلي:
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم ** فتخرّموا ولكل جنب مصرع

وهذا من أعاجيب لغتنا الشريفة.
{أُمَّةٍ} طريقة تؤم وتقصد وتكسر همزتها.

.الإعراب:

{وَقالوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ} كلام مستأنف مسوق لبيان نوع آخر من أنواع كفرهم، و{قالوا} فعل وفاعل و{لو} شرطية و{شاء الرحمن} فعل وفاعل والمفعول به محذوف وكثير حذفه بعد فعل المشيئة كما تقدم أي لو شاء عدم عبادة الملائكة ما عبدناهم و{ما} نافية و{عبدناهم} فعل وفاعل ومفعول به والجملة لا محل لها لأنها واقعة في جواب {لو}.
{ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} {ما} نافية و{لهم} خبر مقدم و{بذلك} حال لأنه كان في الأصل صفة و{من} حرف جر زائد و{علم} مبتدأ مؤخر ولك أن تجعل {ما} حجازية على رأي من يجيز تقديم خبرها على اسمها و{إن} نافية و{هم} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{يخرّصون} فعل مضارع مرفوع ولقلما يطاق.
{أَمْ آتَيْناهُمْ كِتابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ} {أم} حرف عطف معادل للاستفهام في قوله: {أشهدوا خلقهم} فهي متصلة وقال بعضهم {أم} منقطعة بمعنى همزة الاستفهام الإنكاري كأنه بعد أن نفى حجتهم العقلية أضرب عن الكلام إلى نفي حجتهم النقلية ورجح الشهاب الخفاجي هذا الوجه لبعده عن قوله: {شهدوا}.
{بَلْ قالوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ} {بل} حرف عطف وإضراب و{قالوا} فعل وفاعل وإن واسمها وجملة {وجدنا آباءنا} خبرها وجملة إن واسمها وخبرها مقول قولهم و{على أمة} في موضع المفعول الثاني لوجدنا.
{وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ} الواو عاطفة وإن واسمها و{على آثارهم} متعلقان بمهتدون و{مهتدون} خبرها وقيل {على آثارهم} هو الخبر أي ماشون و{مهتدون} خبر ثان ولعله أولى. {وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ} الواو عاطفة و{كذلك} نعت لمصدر محذوف وقد تقدمت له نظائر و{ما} نافية و{أرسلنا} فعل وفاعل و{من قبلك} متعلقان بأرسلنا، {في قرية} متعلقان بمحذوف حال و{من} حرف جر زائد ونذير مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول {أرسلنا}.
{إِلَّا قال مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ} {إلا} أداة حصر والاستثناء من أعمّ الأحوال و{قال مترفوها} فعل وفاعل وما بعده تقدم إعرابه.
{قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ} {قال} فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والهمزة للاستفهام والواو حالية والتقدير أتقتدون بآبائكم ولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم من الضلالة ولو شرطية و{جئتكم} فعل وفاعل ومفعول به و{بأهدى} متعلقان بجئتكم وسيأتي سرّ التفضيل في باب البلاغة و{مما} متعلقان بأهدى وجملة {وجدتم} صلة و{عليه} متعلقان بوجدتم.
{قالوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ} {قالوا} فعل وفاعل وإن واسمها و{بما} متعلقان بكافرون وجملة {أرسلتم} صلة الموصول و{به} متعلقان بأرسلتم و{كافرون} خبر {إنّا}.
{فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} الفاء حرف عطف وانتقمنا فعل وفاعل و{منهم} متعلقان بانتقمنا.
{فانظر} الفاء عاطفة وانظر فعل أمر وفاعله مستتر تقدره أنت و{كيف} اسم استفهام في محل نصب خبر مقدّم لكان و{كان} فعل ماض ناقص و{عاقبة المكذبين} اسمها المؤخر.

.البلاغة:

في قوله: {قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون} فن الإلجاء وهو أن يبادره المتكلم الخصم بما يلجئه إلى الاعتراف بحقيقة نفسه ودخيلة قلبه، فالتعبير في الآية بالتفضيل المقتضي أن ما عليه آباؤهم فيه هداية لم يكن إلا لإلجائهم إلى الاعتراف بحقيقة نيّاتهم التي يضمرونها كأنه يتنزل معهم إلى أبعد الحدود ويرخي لهم العنان إلى أقصى الآماد ليعترفوا بالتالي بمكابرتهم التي لا تجدي معها المناصحة في القول ولا ينفع في تذليلها الإتيان بالحجّة.

.[سورة الزخرف: الآيات 26- 32]:

{وَإِذْ قال إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (30) وَقالوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا القرآن عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}.

.اللغة:

{بَراءٌ} بفتح الباء وألف وهمزة بعد الراء وهو مصدر في الأصل وقع موقع الصفة ولذلك استوى فيه المذكر والمؤنث والواحد والاثنان والجماعة وفي المختار: وتبرأ من كذا فهو براء منه بالفتح والمدّ لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر كالسماع. وفي القاموس: وأنا براء منه لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث أي بريء.
{عَقِبِهِ} ذريته وفي القاموس: العقب: الجري بعد الجري والولد وولد الولد كالعقب ككتف.
{سُخْرِيًّا} بضم السين نسبة إلى السخرة وهي العمل بلا أجرة وفي القاموس وسخره كمنعه سخريا بالكسر ويضم كلّفه ما لا يريد وقهره. وقد تقدم شرحها ويبعد أن تكون من السخرية التي هي الاستهزاء والتهكم خلافا لمن قال إنها من السخرية التي هي بمعنى الاستهزاء أي ليستهزئ الغني بالفقير.

.الإعراب:

{وَإِذْ قال إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق لتذكير العرب بحال جدّهم الأعلى، والظرف متعلق باذكر محذوفا وجملة {قال إبراهيم} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{لأبيه} متعلقان بقال و{قومه} عطف على أبيه وجملة {إنني براء} في محل نصب مقول للقول و{مما} متعلقان ببراء وجملة {تعبدون} صلة ما.
{إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} {إلا} أداة استثناء و{الذي} مستثنى والاستثناء منقطع كأنه قال لكن الذي فطرني فإنه سيهدين ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا بناء على أنهم كانوا يشركون مع اللّه الأصنام، وأجاز الزمخشري وغيره أن تكون إلا صفة بمعنى غير على أن (ما) في {ما تعبدون} موصوفة تقديره إنني براء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني فهو نظير قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا اللّه لفسدتا} ورجح أبو حيان انقطاع الاستثناء إذ كانوا لا يعبدون اللّه مع أصنامهم. وجملة {فطرني} صلة للموصول والفاء تعليلية وإن واسمها وجملة {سيهدين} خبرها والسين للتأكيد لا للاستقبال أي يديم هدايتي لأنه تعالى هاديه في المستقبل والحال والمفعول به محذوف أي سيهديني لرعاية الفاصلة.
{وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الواو حرف عطف و{جعلها} فعل وفاعل مستتر ومفعول به أول والضمير يعود على {إبراهيم} وكلمة مفعول به ثان و{باقية} صفة و{في عقبه} متعلقان بباقية، و{لعلهم} لعل واسمها وجملة {يرجعون} خبرها وسيأتي المراد بالكلمة الباقية في باب الفوائد.
{بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ} {بل} حرف إضراب وعطف والإضراب عن محذوف لابد من تقديره ليتسلسل الكلام والتقدير وجعلها كلمة باقية في عقبه بأن وصّاهم بها رجاء أن يثوب إليها المشركون فلم يحصل ما ترجاه {بل متعت هؤلاء} الذين يمتّون بالنسبة إلى إبراهيم ولم أعاملهم بالعقوبة وأنسأت في آجالهم.
و{هؤلاء} اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به {وآباءهم} عطف على {هؤلاء} أو مفعول معه و{حتى} حرف غاية وجر، وسيأتي سر غاية التمتيع في باب البلاغة، و{جاءهم الحق} فعل ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر {ورسول} عطف على {الحق} و{مبين} صفة لرسول. {وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ} الواو حرف عطف و{لما} رابطة أو حينية و{جاءهم الحق} فعل ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر وجملة {قالوا} لا محل لها لأنها واقعة في جواب شرط غير جازم و{هذا} مبتدأ و{سحر} خبره والجملة مقول قولهم و{إنّا} إن واسمها وبه متعلقان بكافرون و{كافرون} خبر {إنّا}.
{وَقالوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا القرآن عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} الواو عطف على الكلام المتقدم و{قالوا} فعل وفاعل و{لولا} حرف تحضيض بمعنى هلّا و{نزل} فعل ماضي مبني للمجهول و{هذا} اسم إشارة نائب فاعل و{القرآن} بدل و{على رجل} متعلقان بنزل و{من القريتين} صفة لرجل و{عظيم} صفة ثانية لرجل وسيأتي القول عنهما في باب الفوائد.
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} الهمزة للاستفهام الإنكاري تجهيلا لهم واستركاكا لعقولهم وهم مبتدأ وجملة {يقسمون} خبر و{رحمة ربك} مفعول {يقسمون} وكتبت {رحمة ربك} في المصحف بالتاء المفتوحة وسيأتي تفصيل ذلك في باب الفوائد.